رسائل إلى الغائب
تمهيد
هذه ليست رسائل اعتذار، ولا مراسلات احتجاج.
هي محاولات أدبية – تأملية، للوقوف في المسافة الفاصلة بين الشهادة والصلاة، بين من رأى ولم يُنصَف، ومن غاب ولم يُجِب.
«رسائل إلى الغائب» ليست عملًا توثيقيًا، ولا بيانًا أيديولوجيًا. بل سعيٌ إلى الإنصات، حيث طال الصمت؛ وكتابةٌ بصيغة «أنا – أنت»، حين غابت الصيغ كلّها.
تبدأ كل رسالة من صوتٍ أو مشهدٍ أو جملةٍ من حياةٍ حقيقية أو متخيّلة بأمانة، ثم تتحوّل إلى نداءٍ يتدرّج من الاستفهام إلى الرجاء، حتى الصمت.
يُكتَب هذا المشروع على مهل، بلا جدول زمني. وقد تُنشر الرسائل تباعًا كما تنضج، لا كما تُخطّط. فزمن الألم ليس خطّيًا، وزمن الكتابة أبطأ من النشر.
ليس في هذا القسم شخصيات ولا أبطال، بل أصوات ملهمة أبت أن تتحوّل إلى موضوعٍ دراميّ. ولا في الرسائل عقيدةٌ مسقطة، بل قلقٌ وجوديّ أخلاقيّ يسائل الغياب، دون أن يزعم تأويله.
أما الغائب، فهو ليس اسمًا معلومًا. قد يكون الله، أو العدل، أو الضمير، أو المعنى. وقد يكون ما لا اسم له.
عزيزي القارئ،
أرجو أن تستمتع لا بعينك فقط، بل أيضًا من خلال الإصغاء بقلبٍ سليم.
قيس عبدالله الجوعان
كاتب هذه الرسائل،
وصوت من أصوات الغياب.
ملاحظة:
تضم هذه السلسلة، تباعًا، رسائل من بقاع وتجارب متنوّعة، منها: لبنان، سيراليون، ليبيريا، النيجر، فلسطين، ليبيا، سوريا، اليمن، السودان، أوكرانيا، الروهينجا، أمريكا اللاتينية، الغرب النيوليبرالي، والعراق.
لا تُنشر هذه الرسائل وفق ترتيب زمني أو جغرافي، بل كما تنضج في الضمير واللغة.