رثاء بو محمد - سليم محمد صالح العدساني، رحمه الله

قائمة المحتويات

في لحظةٍ لا يتهيّأ فيها القلب للوداع، غاب عنّا قريبٌ عزيز، ونسيبٌ طيّب المعشر، لطيفُ الجانب، ذو خُلقٍ سليم لا يُنسى، وسيرةٍ لا تُروى بالكلمات وحدها.

كان زوجًا عطوفًا، وأبًا كريم النفس، ونسيباً طيب المعشر، لا يسعى إلى الأضواء، بل يترك أثرًا صامتًا في حياة من حوله.

رحل بهدوئه المعهود، كما عاش: بعفّةٍ في القول، وبرٍّ في السلوك، وتواضعٍ لا يُمثَّل، بل يُعاش.

سليمُ الطباعِ، عبدُ السلامِ،
لهُ في القلوبِ اعتدالُ النَّسَمِ
إذا ذُكِرَ الطيّبونَ مضى
لهُ في الدعاءِ مقيمُ القَدَمِ
مضى دونَ ضجّةٍ، كالهلالِ إذا
توارى ولم يَدَعِ الأفقَ في كمدِ
وفي الناسِ ما بينَ قولٍ وذكرِهِ،
يُردِّدُهُ الطيّبونَ على أمدِ
عفيفُ البيانِ، لطيفُ المسيرِ،
كريمُ الشمائلِ، في الوصلِ مُجتهِدِ
فإن غابَ جسمًا، فما غابَ خُلُقٌ،
ولا خفّ صوتُ الدعاءِ على المَهدِ
عدسانيُّ الأصلِ، سليمُ السجايا،
من البيتِ ما خابَ إن قيلَ: معتَمدِ
سلامٌ عليهِ إذا الليلُ سجّى،
ورحمةُ ربٍّ على العدلِ والرَّغَدِ

كُتِبَ هذا الرثاء في مطلع شهر محرّم، لعام سبعةٍ وأربعين وأربعمئة بعد الألف،
وقد غاض الندى، وتكلّم الصمت، وخلَت المجالس إلا من الذكرى.
قيس عبدالله الجوعان.

شرح مبسّط:

سليمُ الطباعِ، عبدُ السلامِ، لهُ في القلوبِ اعتدالُ النَّسَمْ: كان خلوقًا هادئًا محبوبًا، يشبه نسيمًا رقيقًا لا يزعج بل يبعث الراحة.

إذا ذُكِرَ الطيّبونَ مضى، لهُ في الدعاءِ مقيمُ القَدَمْ: حين يُذكر أهل الفضل، يكون هو حاضرًا دائمًا في دعاء الناس.

مضى دونَ ضجّةٍ...: رحل بهدوء كغروب الهلال، دون صخب، لكن بترك أثر نبيل.

وفي الناسِ ما بينَ قولٍ وذكرِهِ...: الناس لا ينسونه، يتداولون ذكره بالخير، عن تجربة وصدق.

عفيفُ البيانِ...: قليل الكلام، مؤدب، ناعم السلوك، متواضع.

فإن غابَ جسمًا...: جسده غاب، لكن أثره وأخلاقه ودعاء الناس له باقٍ.

عدسانيُّ الأصلِ...: ينتمي لعائلة معروفة بالأصالة، والاعتماد عليه لم يُخيب أمل أحد.

سلامٌ عليهِ...: دعاء له بالرحمة والطمأنينة الأبدية.