ليس كلُّ خلافٍ يستوجب ردًّا،
ولا كلُّ جفاءٍ يُقابل بعتب.
فقد يُبدِّل الناس طباعهم عند أول نسمةِ خلاف،
وقد يُخطئون فهم اليد الممدودة في العُسر،
فيحسبونها شماتةً أو تحاملاً،
وما هي إلا صدقٌ في زمنٍ امتلأ بالالتباس.
هذه القصيدة لا تُخاصم، ولا تتبرّم،
وإنما تُدوّن أثر خيبةٍ من صديقٍ عزيز،
ظنَّ السوء، وأعرض في لحظةِ حاجةٍ كان فيها من يُعينه أقربَ إليه من رفيقه الطارئ.
وما في أبياتها من عتابٍ،
هو في حقيقته
تأملٌ في كرامة النفس،
وفي ثمن الصمت حين يعلو على الجراح.
كُتِبَت في ليالٍ من شهر محرّم، عام سبعة وأربعين وأربعمئة بعد الألف،
والبحر بيننا لا يزال شاهداً.
| الكلمة/العبارة | المعنى |
|---|---|
| خليٍّ جفاني | الكلمة مأخوذة من الخُلّة وهي أعلى مراتب الصداقة والمودة وقد شاع استخدامها بين طبقة الحكماء في الجاهلية والإسلام. والمقصود هنا هو: صديقٌ مقرّب أعرضَ عنّي وانقطع ودّه. |
| خَفَا | ما خفي من الأمور أو ما اضطرب، ويُقصد به: التقلّب والجفاء |
| النهى | العقل والرزانة |
| انقضى الصفا | زال الصفاء والنقاء في العلاقة |
| ميعَدي | ميعادي، أي الوقت الذي اتُفِق عليه للسفر |
| صاحَ وما اكتفى | غضب وارتفع صوته ولم يرضَ |
| ما جَهَلتُ جوابه | أي أعرف كيف أرد عليه، لكنني آثرت الصمت |
| رمتْهُ الكُرْبُ | أصابته الشدائد والمحن |
| وصلي | رجوعي إلى الصلة والوصل |
| لا سُخرٌ به، لا خُفَا | لا سخرية فيه، ولا غموض ولا نفاق |
| شامت | فرِح بمصيبة الآخر |
| ماء المروءات | كناية عن أصل الأخلاق النبيلة |
| غلي | حقد أو غيظ |
| الهَوى قد عَفَا | الحب قد زال أو اندثر |
| القرى | الضيافة أو الكرم، ويُرمز به هنا إلى الود والمروءة |